ثلاث عادات تقوية تؤدي إلى النجاح الحقيقي

Posted byArabic Editor June 10, 2025 Comments:0

(English Version: “3 Godly Habits That Lead To True Success!”)

عزرا، رجل تقي تم وصف حياته في العهد القديم، يُظهر لنا سر النجاح الحقيقي والدائم كما يعرّفه الله. كان عزرا معلمًا لكلمة الله، وقد اختبر «يد الله الصالحة» على حياته — أي النجاح الحقيقي — كما ذُكر في: «لأن يد إلهه الصالحة كانت عليه.» (عزرا ٧ :٩)، وكان ذلك نتيجة اتباعه ثلاث عادات تقوية. نقرأ في (عزرا ٧ :١٠): «لأن عزرا كان قد عزم قلبه أن يطلب شريعة الرب ويعمل بها، ويعلّم إسرائيل فريضة وقضاء.» 

هذه الآية تُعلّمنا أن قلب عزرا كان مكرسًا لممارسة ثلاث عادات:

(١) دراسة كلمة الله.

(٢) تطبيق كلمة الله.

(٣) تعليم كلمة الله.

دعونا نلقي نظرة على كل عادة من هذه العادات، إذا كنا نحن أيضًا نرغب في اختبار النجاح — النجاح الحقيقي كما يعرّفه الله.

العادة الأولى: مثل عزرا، يجب أن نكرّس قلوبنا لدراسة كلمة الله بجدية.

«لأن عزرا كان قد عزم قلبه أن يطلب شريعة الرب…» (عزرا ٧ :١٠)

أول وأهم عادة كرس لها عزرا قلبه كانت دراسة كلمة الله (وهو مصطلح آخر للتعبير عن «شريعة الرب») لخلاص نفسه أولًا. رغم كونه معلمًا، كان عزرا أيضًا تلميذًا لكلمة الله. نحن أيضًا، مثل عزرا، يجب أن نعتاد على دراسة كلمة الله بجدية من أجل أنفسنا. هذه هي نقطة الانطلاق الأساسية.

كل الكتاب موحى به من الله، كما يقول الكتاب: «كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ والتقويم والتأديب في البر، لكي يكون إنسان الله كاملاً، متأهبًا لكل عمل صالح.» (٢ تيموثاوس ٣ :١٦-١٧) وإن كانت كلمة الله هي السلاح الذي يعالج كل أشكال التجربة، كما يقول: «واحملوا سيف الروح، الذي هو كلمة الله.» (أفسس ٦ :١٧)، فينبغي إذًا أن نخزنها في قلوبنا، كما قال صاحب المزمور: «خبأت كلامك في قلبي لكيلا أخطئ إليك.» (مزمور ١١٩ :١١). الشيطان لا يهرب عندما يكون لدى المؤمن نسخة من الكتاب المقدس موضوعة على الرف. ولن يهرب حتى لو كان المؤمن يحمل الكتاب المقدس بيده. إنما يهرب عندما يأخذ المؤمن كلمة الله إلى قلبه ويطبقها!

عُيّن قسيس جديد ليُدرّس صفًا للأولاد في غياب المعلم المعتاد. قرر أن يختبر معلوماتهم، فسألهم: «من أسقط أسوار أريحا؟» أنكر جميع الأولاد قيامهم بذلك، مما أصاب القسيس بالذهول من جهلهم.

في اجتماع الشيوخ، اشتكى مما حدث قائلاً: «ولا واحد منهم يعرف من أسقط أسوار أريحا!» ساد الصمت، إلى أن تكلم أحد الشيوخ المخضرمين قائلاً: «أيها القسيس، يبدو أن هذا الأمر يقلقك كثيرًا.

لكنني أعرف هؤلاء الأولاد منذ ولادتهم، وهم أولاد طيبون. إن قالوا إنهم لم يفعلوا ذلك، فأنا أصدقهم. لنأخذ بعض المال من صندوق الصيانة ونصلح الحائط، وانتهى الأمر!»

يا له من تصوير دقيق لحال كثير من المسيحيين المعلنين اليوم! لا عجب أن الكنيسة ضعيفة في زماننا! إذا كنا نرغب أن نكون أقوياء، يجب أن نقرأ كتبنا المقدسة جيدًا. القراءة الفعّالة لكلمة الله تشمل تطبيق ثلاث مبادئ أساسية:

(١) قراءة النص (ماذا يقول؟)

(٢) تفسير النص (ماذا يعني؟)

(٣) تطبيق النص (كيف يطبق على حياتي؟)

وعند تفسير أي آية أو مقطع، يجب أن نضع في الاعتبار السامعين الأصليين الذين كُتب إليهم النص. بمعنى آخر: «ماذا كان يعني لهم في زمنهم؟» — هذا هو المفتاح للفهم الصحيح للنص وتطبيقه. إذا أخطأنا في الفهم، سنخطئ في التطبيق.

لقد بارك الله كنيسته بموارد عظيمة مثل: نسخ دراسة الكتاب المقدس، شروح وتعليقات، وعظات لوعاظ أتقياء. ولكن! قبل استخدام هذه الموارد، يجب أولًا أن نصلي ونطلب من الروح القدس أن يفتح عيوننا لفهم كلمته مباشرة. وبعد ذلك فقط نرجع إلى الموارد الأخرى. علينا أن نكون حذرين ألا نجعل الموارد تتكلم إلينا أكثر من كلمة الله نفسها.

حتى لو بدأنا بدراسة منتظمة لكلمة الله لمدة ١٥ دقيقة صباحًا و١٥ دقيقة مساءً — أي ٣٠ دقيقة يوميًا — سنحصد ثمارًا غنية للغاية! دائمًا نجد وقتًا لما نهتم به — فكم بالأحرى يجب أن تكون كلمة الله والصلاة على رأس أولوياتنا كمؤمنين؟

لذا، إن أردنا النجاح الحقيقي، فلنكرّس أنفسنا لدراسة كلمة الله بجدية!

العادة الثانية: مثل عزرا، يجب أن نكرّس قلوبنا لتطبيق كلمة الله بجدية.

«لأن عزرا كان قد عزم قلبه أن… يعمل بها.» (عزرا ٧ :١٠)

العادة الثانية التي كرس لها عزرا قلبه كانت تطبيق ما تعلّمه من كلمة الله في حياته اليومية. ينبغي أن يكون هذا هو سعينا نحن أيضًا. دراسة كلمة الله دون تطبيقها هو خداع للذات. كما يذكر الكتاب بوضوح: «كونوا عاملين بالكلمة، لا سامعين فقط خادعين نفوسكم.» (يعقوب ١ :٢٢) وقال يسوع نفسه: «طوبى للذين يسمعون كلمة الله ويحفظونها.» (لوقا ١١ :٢٨)

كانت هناك مستوطنة على الحدود الغربية يعمل سكانها بقطع الأخشاب. أراد السكان كنيسة فبنوا واحدة ودعوا قسيسًا. رحّبوا به ترحيبًا كبيرًا حتى جاء يوم رأى فيه شيئًا أزعجه جدًا: رأى بعض أعضاء الكنيسة يأخذون جذوع الأشجار التي تطفو في النهر، ويقطعون نهاياتها لإزالة العلامات الخاصة بأصحابها الأصليين، ويبيعونها وكأنها تخصهم!

في الأحد التالي، وعظ القسيس عن الوصية: «لا تسرق.» (خروج ٢٠ :١٥) بعد العظة، هنأه الجميع على عظته الرائعة.

ولكن خلال الأسبوع، لاحظ القسيس أنهم لا يزالون يسرقون الجذوع! فوعظ في الأحد التالي عن موضوع: «لا تقطع نهاية جذوع جارك.» بعد هذه العظة، قامت الكنيسة بطرده فورًا!

يا رب، احفظنا من هذه الرياء! لا ينبغي أن نطبّق كلمة الله على الآخرين قبل أن نطبقها على أنفسنا أولًا! يجب أن نذكر دومًا الوصية الموجهة ليشوع: «لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تأمل فيه نهارًا وليلًا، لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه، حينئذ تصلح طريقك وتنجح.» (يشوع ١ :٨) لاحظ: النجاح الحقيقي يأتي بعد دراسة الكلمة («تأمل فيها نهارًا وليلًا») وتطبيقها («لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه»).

إذًا، إن أردنا النجاح الحقيقي، فلنحرص على تطبيق كلمة الله بجدية في حياتنا!

العادة الثالثة: مثل عزرا، يجب أن نكرّس قلوبنا لتعليم كلمة الله بجدية.

«لأن عزرا كان قد عزم قلبه أن… يعلّم إسرائيل فريضة وقضاء.» (عزرا ٧ :١٠)

العادة الثالثة التي كرس لها عزرا قلبه كانت تعليم كلمة الله للآخرين. وقد أمر الرب يسوع جميع المؤمنين في وصيته العظمى قائلًا: «وعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به.» (متى ٢٨ :٢٠) بينما ليس كل واحد مدعو ليكون معلمًا رسميًا في الكنيسة، كل مسيحي يستطيع وينبغي له أن يعلّم كلمة الله للآخرين بطريقة مناسبة. الآباء يجب أن يعلموا أبناءهم، المؤمنون الناضجون يجب أن يرشدوا المؤمنين الجدد، وكل واحد منا يستطيع أن يجد شخصًا يعرف أقل منه عن كلمة الله ويبذل جهدًا ليعلمه. وإذا صلينا بإخلاص طالبين من الله فرصًا لخدمة الآخرين بتعليم كلمته، فإنه سيفتح لنا الأبواب.

لذا، إن أردنا النجاح الحقيقي في حياتنا، فلنرغب بصدق في تعليم كلمة الله للآخرين!

لقد درس عزرا كلمة الله، ثم طبقها في حياته، ثم علمها لشعب إسرائيل. ونتيجة لذلك، اختبر النجاح الحقيقي. ونحن أيضًا، نستطيع أن نختبر النجاح الحقيقي، إذا كرسنا قلوبنا باستمرار لممارسة هذه العادات الثلاث المقدسة: دراسة كلمة الله. تطبيق كلمة الله. تعليم كلمة الله. ليساعدنا الرب أن نفعل ذلك!

Category

Leave a Comment