أربع مخاطر لمحبة المال

Posted byArabic Editor May 27, 2025 Comments:0

(English Version: “4 Dangers Of Loving Money”)

في مسرحية قديمة، أوضح ممثل كوميدي كيف يمكن للمال أن يصبح أهم شيء بالنسبة لنا. كان الممثل يسير في الطريق عندما اعترضه لص مسلح وقال له: ”مالك أو حياتك.“ طال الصمت ولم يتحرك الكوميدي. فسأله اللص بنفاد صبر: ”هيا!“ فرد الكوميدي: ”لا تستعجل، أنا أفكر بالأمر.“

رغم أن هذا قد يثير ضحكنا، أليس صحيحًا أن المال يمكن أن يسيطر علينا بهذه الطريقة؟ لهذا السبب، لا عجب أن الكتاب المقدس يحذر كثيرًا من مخاطر الغنى. وقد جاءت العديد من هذه التحذيرات على لسان الرب يسوع نفسه. إليك بعض الأمثلة:

متى ٦: ٢٤ لا يقدر أحد أن يخدم سيدين، فلا بد أن يبغض الواحد ويحب الآخر، أو يخلص لأحدهما ويحتقر الآخر. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال.“

لوقا ١٢: ١٥ انتبهوا! واحذروا من كل طمع، فحياة الإنسان ليست بكثرة أمواله.“

ويذكّرنا كاتب رسالة العبرانيين أيضًا: عبرانيين ١٣: ٥ لتكن سيرتكم خالية من محبة المال. وكونوا قانعين بما عندكم.“

ومن المؤكد أن التحذيرات من محبة المال ليست تعليمًا خاصًا بالعهد الجديد فقط، بل حتى الوصية العاشرة نفسها تحرّم الطمع: خروج ٢٠: ١٧ لا تشتهِ بيت قريبك. ولا تشتهِ امرأة قريبك ولا عبده ولا أمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئًا مما لقريبك.“

الرغبة في المال تحمل مخاطر كثيرة. سنذكر هنا أربعة منها:

الخطر الأول: قد يجعلنا نثق فيه أكثر من ثقتنا بالله.

الشاب الغني الذي جاء إلى يسوع يسأل عن الحياة الأبدية هو مثال كلاسيكي [مرقس ١٠: ١٧-٢٢]. لقد كان متعلقًا جدًا بماله ولم يستطع التخلي عنه. النتيجة؟ غادر بعيدًا عن معطي الحياة الأبدية وعلى نفسه حكم الموت.

حتى في أيامنا، رغم الانهيارات الاقتصادية وخسارات الوظائف المفاجئة، لا يزال كثيرون يضعون ثقتهم في الغنى الزائل بدلًا من الله الثابت الأمين. ١ تيموثاوس ٦: ١٧ أوصِ الأغنياء في هذا العالم ألا يتكبروا، وألا يتكلوا على مال الغنى الزائل، بل على الله الحي.“ لا عجب أن سفر الأمثال يحذر قائلاً: أمثال ١١: ٤ لا تنفع الثروة في يوم الغضب، أما البر فينجي من الموت.“ 

الخطر الثاني: قد يجلب الكثير من الأحزان حتى في هذا العالم.

الكتاب المقدس يقول بوضوح: ١ تيموثاوس ٦: ٩ وأما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء، فيسقطون في تجربة وفخ، وفي شهوات كثيرة غبية ومضرة، تغرق الناس في الخراب والهلاك.“ السعي وراء المال يجعل البعض يهملون الله وعائلاتهم، وقد يقودهم إلى طرق خاطئة لكسب المال.

قيل بحق: المال قد يشتري كل شيء… ما عدا السعادة! جون روكفلر، أحد أغنى رجال العالم، قال: ”جمعت ملايين الدولارات لكنها لم تجلب لي السعادة.“ وهنري فورد قال: ”كنت أكثر سعادة عندما كنت ميكانيكيًا.“ حتى سليمان الحكيم قال: جامعة ٥: ١٢ نوم العامل حلو، أكل قليلا أو كثيرا، أما شبع الغني فلا يدعه ينام.“ 

الخطر الثالث: قد يقودنا إلى الأنانية.

عندما نريد المزيد، نصبح أكثر تمسكًا بما نملك ونميل إلى الأنانية. هذه الأنانية تظهر في تقتيرنا على عمل الله [حجي ١] وإهمال احتياجات الآخرين [١ يوحنا ٣: ١٦-١٨].

ننسى أن مع معموديتنا، تعمدت حساباتنا البنكية أيضًا! ننسى أن الله هو مالك كل أموالنا ونحن مجرد وكلاء. إذا أنعم الله علينا بالوفرة، قد يكون قصده أن نزيد سخاءنا لا مستوى رفاهيتنا.

قال يسوع: لوقا ١٢: ٤٨ فكل من أُعطي كثيرًا يُطلب منه كثير، ومن أؤتمن على كثير يُطالب بأكثر.

الخطر الرابع: قد يربطنا بالمؤقت ويعمي أبصارنا عن الأبدية.

محبة المال قد تحجب رؤيتنا الروحية. الشاب الغني هو مثال واضح. المال المؤقت أعماه عن رؤية غنى الحياة الأبدية في المسيح.

تُروى قصة عن رجل أعمال جاءه ملاك وعرض عليه تحقيق أمنية واحدة. طلب الرجل نسخة من بورصة الأسهم بعد عام. بدأ يخطط لثروته المستقبلية…

لكنه فجأة رأى صورته في صفحة الوفيات! عندها، أصبح واضحًا له أن المال لا يساوي شيئًا أمام الموت.

وهذا بالضبط ما حذر منه يسوع في المثل الذي ورد في: لوقا ١٢: ١٣-٢١ فقال له الله: يا غبي، في هذه الليلة تُطلب نفسك منك. فهذه التي أعددتها، لمن تكون؟ هكذا يكون من يكنز لنفسه ولا يكون غنيًا لله.

الخلاصة أربع مخاطر واضحة لمحبة المال—مخاطر مؤقتة وأبدية.

كيف نتحرر منها؟ ببساطة، بمحبة يسوع أكثر من المال. نحتاج أن نتذكر أن يسوع ترك مجده السماوي وأتى ليخلصنا. فلا يجب أن نسمح لأي شيء أن يأخذ مكانه—ولا حتى المال. حينما نحب يسوع فوق كل شيء، سيمكننا الروح القدس من استخدام المال كخادم لنا لا كسيّد علينا.

هل تود أن تحفظ وتصلي هذه الصلاة كل يوم؟

أمثال ٣٠: ٨ أبعد عني الكذب والكلام الكاذب. لا تعطيني فقرًا ولا غنى. بل قُتني قوتي.

المثير أن هذه هي الصلاة الوحيدة في سفر الأمثال! كم هي صلاة عملية!

Category

Leave a Comment